الملوك
تلقب ملوك مصر القديمة بلقب فرعون بمعنى "البيت
الكبير" وهى كلمة ترتبط فى الأذهان دائماً بمجد مصر وقوتها فقد كان السلطة
الأعلى فى البلاد، أرسى نظام
الحكم فى مصر القديمة قواعده على أساس " النظام الملكي "، منذ محاولة نارمر
توحيد الشمال والجنوب الشمال فى أواخر عصر ماقبيل الأسرات ومن بعده حورعحا، حيث بدأت
الأسرة الأولى والثانية والمعروفة باسم عصر بداية الأسرات.
امتد حكم
الملوك الفراعنة إلى 31 أسرة متتالية تشكلت خلالها الحضارة المصرية القديمة والتى وصلت
إلى أزهى عصورها أثناء الدولة القديمة والوسطى والحديثة.
ويعود الفضل
فى هذا إلى ملوك عظام قادوا البلاد إلى الاستقرار الذى هو أساس الحضارة.
وكان من علامات الملك فى مصر أن يرتدى الفرعون التيجان
وأغطية الرأس المختلفة كرموز للملكية كان أهمها:
التاج الأبيض لمصر العليا / الصعيد يعرف بإسم "حج"، التاج الأحمر لمصر السفلى/
الدلتا يعرف بإسم "دشرت"، التاج المزدوج الذى أصبح يرتديه الملك دلالة
على حكمه لمصر الموحدة، التاج الأزرق الخاص بقيادة المعارك الحربية والمسمى
بالخبرش، النمس رداء للرأس يميز الملوك الفراعنة منذ بداية عصر بناء الأهرامات وقد
إرتداه أيضاً الملوك البطالمة.
وقد إخترنا فى قاعة الملوك نماذج من التماثيل التى توضح
ذلك وأيضاً الأوضاع المختلفة التى كان الملك يصور بها فنراه واقفاً مثل تمثال الملك ببى الأول أو جالساً على عرشه أو راكعاً
يقدم القرابين أو على هيئة أبو الهول.
ومن أهم
التماثيل المعروضة فى قاعة الملوك الفراعنة
تمثال الملك بيبى الأول المصنوع من النحاس ويرجع إلى
عصر الأسرة السادسة فى الدولة القديمة، الأذنان والتاج مفقودان والعينان مطعمتان
تضفى على التمثال الحيوية والجمال. ربما يكون التاج والنقبة الملكية من الخشب
المذهب الذى تحلل بفعل الزمن. وكان هناك لوحة معدنية عليها كتابات هيروغليفية على صدر
التمثال عندما اكتشف التمثال منذ أكثر من مائة عام ولكن محاولة فصلها عن الصدر إدت
إلى تفتتها إلى رقائق هشة فى موقع الاكتشاف. ولحسن الحظ أنه كان قد تم توثيق اللوحة
التى تسجل أول احتفال للعيد الثلاثينى للملك بيبى الأول، ومن هنا تأكد تأريخ التمثال.
وهذه اللوحة كانت مثبتة بالمسامير على القاعدة الخشبية للتمثال قبل أن يوضع فى باطن
الحفرة التى عثر عليه فيها، حيث نزعت بعد ذلك من مكانها ووضعت على صدر التمثال. وعلى
هذا فقد تم تزويد التمثال بقاعدة جديدة من لدائن الزجاج المغزول ونقش عليها نفس الكتابة
الهيروغليفية.
ارتفاع:
177سم دون القاعدة والتاج
رأس تمثال
من الحجر الجيرى الملون للملكة حتشبسوت وهى من أشهر ملكات مصر القديمة التى تمتعت بشخصية قوية طموحه، حكمت مصر أثناء
الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديـثة حوالى21عام، ومن أهم انجازاتها البعثة التجارية
التي أرسلتها لبلاد بونت والمسجلة تفاصيلها على جدران معبدها الجنائزى بالدير
البحرى بالأقصر والذى قام ببنائه المهندس سنموت ويعتبر من أبرز آثارها. الذى عثر
به على هذه الرأس أيضاً والتى كانت جزء من تمثال يصورها على شكل إله الموتى
أوزيريس ومن الواضح أنها كانت ترتدى تاج الجنوب
الارتفاع: 45
سم
براعة الفنانين القدماء فى نحت التماثيل
تمثال رع حتب ونفرت مثال
ويتضح أن النحاتون المصريون حققوا تأثيرات بصرية رائعة وبارزة فى أعمالهم الفنية من خلال تطعيم عيون التماثيل بغرس عيون مصنوعة من الكريستال الملون أو الأوبسيديان وهو زجاج أخضر قاتم اللون أو أسود مما يضفى على التمثال تأثيرا واقعيا ومروعا للغايه . وهذا ما هو ملحوظ بتمثال ( الأمير رع حتب وزوجته) بهذا الشكل :
هذا التمثال الرائع الجذاب المصنوع بطريقة فنية تحققت فيها جميع أشكال الجودة والتقنية العالية التى توهم رائى هذا التمثال بأن( رع حتب وزوجته) أشخاص حقيقية تجلس أمامه . فما أروع يد الفنان التى مَثلت هذه التحفة العبقرية التى حازت على كل التقدير والإحترام ولأن هذا التمثال يعتبر محل إعجاب من جميع زائريه لذلك فهو يستحق الحديث عنه بكلمات عطرة وأحرف من نور .
وهو تمثال جماعى للأمير( رع حتب وزوجتة نفرت ) ممثلين بالوضع الجالس وهو موجود حالياً بالمتحف المصرى بالقاهرة .
فقد عَثر على هذا التمثال ( ماريت باشا ) بمقبرة رع حتب فى ميدوم وكان التمثال موجود خلف جدار من الطوب بالجانب الشمالى من المقبرة وكان أثناء أعمال الحفائر بهذه المقبرة لاحظ أحد العمال وجود عدم إستواء فى أحد جدران المقبرة وذلك جعلهم يصنعون فتحة فى هذا الحائط ليروا ما خلفه ولكن الشىء المضحك أن العمال اُصيبوا بالرعب والفزع لأن أشعه المشاعل سقطت على عيون التماثيل المطعمة بألوانها الحيه إنعكس منها بريق أخافهم ومع صدق تعبير الوجهين شعروا بأنهم أمام أشخاص حقيقية .
وكان السبب الحقيقى فى جعل هذا التمثال الجماعى خلف جدار وكأنه غير موجود بالمقبرة هو أن (رع حتب وزوجته) عاشوا فى فترة حكم الملك ( خوفو ) الذى أصدرفرمان بمنع صناعة أى تماثيل لغير الملوك والمعبودات كما أنه جعل رجاله يفتشون عن أى تماثيل موجودة لدى الأفراد لغير الملوك و المعبودات ويقوموا بتحطيمها لذلك خافا (رع حتب وزوجته ) على تمثالهم لأنه إستغرق منهم وقت وأموال فى صناعته كما أنه ليس من السهلا أن تحطم هذه التحفة الأخاذة فقد قرروا أن يخفوا هذا التمثال . وكان التمثـال موضــوع بالركن الـغـربى من المـقـبرة لـكـن
(رع حتب ) إضطر الى إعادة تقسيم المقبرة حتى يوضع التمثال بالجانب الشمالى ونظراً لأن التمثال جماعى فهو ملتصق ببعضه أى أنه كتلة واحدة ومدخل الجانب الشمالى لا يتسع لدخول التمثال كله كتلة واحدة لأنه كبير لذلك تم فصله نصفين ولهذا أصبح كل من (رع حتب ) و(نفرت) يجلسان على كرسيين منفصلين .
وإرتفاع هذا التمثال حوالى 120سم وطوله 69سم أما العرض 51 سم . والأمير (رع حتب) يجلس على كرسى له مسند ظهر يمتد إلى ما بعد الكتفين وقد سجل عليه ألقابه ومنها :رئيس الجند - كبير فلكى ايونو – رئيس الأعمال المعمارية – رئيس الجيش. بهذا الشكل ...
ويُعتقد أن الأمير (رع حتب) أحد أبناء الملك (سنفرو) وهو أول ملوك الاسرة الرابعة وأنه أخ للملك (خوفو) الذى تولى العرش بعد أبيه الملك (سنفرو) .
ورع حتب ممثل بالشعر الطبيعى وملون باللون الأسود أما عن ملامح وجهه فهى تدل على ملامح الوجه القاسى الذى يعبر عن الحزم والصرامة وذلك من مميزات فن النحت فى الأسرة الرابعة . والعين مطعمة بمادة (الكوارتزيت) والمقلة بمادة (الإبسيديان ) وتتميز هذه العين بالإتساع غير أن أجمل ما فيها أنها تبدو طبيعية للغاية أما الأنف فتبدو كبيرة بفتحات صغيرة نسبيا والفم صغير ومحاط بعضلة قوية والتمثال له شارب أسود اللون وهذه من المرات القليلة التى تظهر فيها تماثيل الرجال بشارب كما أن لديه رقبة غليظة قصيرة وأذنه كبيرة نسبيا .
والأمير يرتدى قلادة فى رقبته ويحتمل أن تكون تميمة وهى شكل صغير بهيئة قلب أو ربما تكون زهرة . وأكتاف الأمير عريضة وعضلات جسده واضحة وهو يضع ذراعه الأيسر على فخذه الأيسر بقبضة يد مغلقة وفى وضع رأسى وذراعه الأيمن مثنى أسفل صدره بقبضة يد مغلقة .
والأمير (رع حتب) يرتدى نقبة قصيرة تصل حتى ركبتيه وعقدتها عليها نفسها وأخذت اللون الأبيض وقدم الأمير إلى جانب بعضها وترتكز على قاعدة حجرية خالية من أى نقوش هيروغليفية .
أما عن تمثال الزوجة وهى الأميرة (نفرت) فهى أيضاً جالسة على كرسى بمسند ظهر يمتد إلى ما بعد الكتفين وأستغل الفنان هذا المسند لكتابة إسمها ولقبها حيث أنها أخذت لقب ( رخت نسو) بمعنى المعروفة لدى الملك وهو لقب حقيقى حيث أنها زوجة إبن الملك أما بعد ذلك فقد أخذت بعض النساء هذا اللقب بدون أن يكون لهم صلة قرابة بالملك .و(نفرت) ترتدى باروكة قصيرة ترتكز على العنق والكتفين ويظهر الشعر الطبيعى من أسفل الباروكة وهو أسود اللون وترتدى أيضاً إكليل على رأسها ومزين بأشكال الزهور . وملامح وجهها تبدو عليها الحزم والصرامة فالعين مطعمة بالكوارتزيت ومقلة العين بالابسيديان وعينها واسعة وتبدو كأنها طبيعية أما الأنف فهى كبيرة بفتحات ضيقة وفمها محاط بعضلة قوية ورقبتها قصيرة غليظة وترتدى قلادة عريضة تعرف بإسم (قلادة الأوسخ ) والتى تتميز بأن ألوانها متعددة وجذابة . وترتدى الأميرة على جسدها عباءة طويلة حابكة تظهر مفاتنها ولونها أبيض ولها فتحة من أعلى تمتد حتى أسفل الصدر وهى ترتدى من تحت العباءة رداء آخر تظهر حمالته على كتفيها .
تضع نفرت ذراعها الأيمن فوق الأيسر بكفة يد مفرودة وهى تمسك طرف العباءة بيدها اليمنى وترتكز قدميها على قاعدة حجرية .
ويلاحظ أن الفنان المصرى القديم وضع بعض لمساته الفنية الدقيقة جعلت من التمثال تحفة فنية رائعة حيث فرق الفنان بين لون بشرة الرجل وزوجته ولأن هذا التمثال صنع من الحجر الجيرى لذلك تم تلوينه وقد لون جسد الأمير (رع حتب ) بلون البشرة السمراء المحمرة وجسد الأميرة (نفرت ) أخذ اللون الأبيض المصفر .
No comments:
Post a Comment